Saturday, September 28, 2019

Memoirs of a Lone Drifter ( part 2 )

He stood there, confused. He was not sure of his whereabouts and how did he end up here.
He was on a mountainside, overlooking the vast land stretching as far as the eyes can see.
There were fields, trees, and streams. The sky was clear, and the sun was high. It is an unfamiliar sight. He could not remember whom he was, or where from, but he had a feeling this is not his home. He did not feel a pull to the scene. Then he thought: Have he ever felt that pull?
He started vaguely remember. Yes, he did. Long time ago, he had a home. It was not a place though; it was a face. Then it all came rushing back.
He remembered his name, his home, whose face he saw.
He remembered why he left, and he shuddered and looked around, scared. He thought he left his demons behind, lost them; but he is not sure anymore.
Was this his destination? His final stop? was his road supposed to end here?
His long journey, now it felt like it started at the dawn of time, lead him here. He can not remember exactly how he got "here" though. Where is here anyway? Is this "home"?
Deep down he realized this is not home. This is another stop on his way home. His home will not be a place, he knew that much. His home will be a face, caring heart, a companion.
He remembered he thought he found that home during his journey, but he was mistaken.
He looked one more time at the fields in front of him. The beauty of it all, the peace, the promise of a new beginning. ButNot his new beginning. He knew that, he accepted it, he smiled bitterly, looked again at his worn down shoes, took deep breath, and he walked, again.
His journey was not over yet.
His Home was waiting, he knew.


Saturday, October 26, 2013

لعبة الأمن و السياسة

خلال دراستي بالسنة الأولى بثانوية صلاح الدين، كان من ضمن المنهج الجديد( تذكرون تلك الايام ، عندما كان يصحو العقيد العتيد من النوم، و يقرر انه حان وقت تغيير المناهج ، مرة على الاقل كل سنتين)، كتاب اسمه علم الاجتماع على ما اذكر. 
اذكر قراءة فقرة في ذلك التاب ، جعلتني استغرب كيف سُمح له أن يدرّس. الاجابة كانت في السنة التالية حين تم الغاء الكتاب من المقررات.. الفقرة كانت في جزء يناقش انواع مختلفة من الحكم و خصائصها العامة. و تحدث عن انظمة الحكم العسكرية  التي وصلت الى السلطة عن طريق انقلابات او ثورات او ايا يكن .. و تحدث عن ان احد اهم خصائص هذه الانظمة، هو الخشية من عدم الاستقرار الداخلي بسبب فساد تلك الانظمة و عدم اكتراثها بالاصلاح و تركيزها على الاستمرار  باي ثمن. لذا تقوم هذه الانظمة بزج تلبلاد في ازمات مصطنعة داخلية و خارجية، و اثارة القلاقل و عدم اليقين في نفوس الناس ، بحيث يتم تطويع الشعب على ان ينظر دوماً الى حكومته على انها صمام الامان المنقذ و حامي حمى الوطن من اخطار خيالية ، تجعل الشعب يغض النظر عن التجاوزات البشعة و الممارسات الوحشية التي تقوم بها تلك الانظمةفي حق شعبها..
هذا كان واضحاً ابان حكم منظومة القذافي ، و التي ساهمت الى حدٍّ بعيد على استمرار حكمه طوال اربعة عقود و نيّف، وكلنا نذكر كل تلك الازمات المصطنعة التي زجّ ليبيا بها.
اوردت ما سبق كمقدمة لطرح بضع نقاط:
* محاولات مستمرة لميليشيات و تشكيلات مسلحة يقودها أمراء حرب و لاعبون ذوي توجهات سياسية و جهوية و دينية معينة، للإيحاء بضرورة استمرار الوضع الحالي، و اهميتهم المفترضة لحفظ السلم الاهلي ( هنا اريد ان اوضح ادراكي لوجود استثناءات تشمل الكثير من الثوارالوطنيين الحقيقيين )، و تمسكهم بالسلاح و تأكيدهم على حقهم المطلق في امتيازات خاصة و سلطات فائقة ، تميزهم عن باقي تكوينات المجتمع.
* ترفض هذه التشكيلات بشكل مطلق، و عنيف في عدة احيان، اي تهم توجه لها بالتقصير او بالمساهمة في زعزعة الامن العام ، بشكل مباشر او غير مباشر، و برغم استمرار عمليات الخطف و القتل و الاغتيالات الممنهجة و السرقات و التهريب، الخ، خلال سيطرتها المباة على المسرح الامني، الا انها لا تتوانى عن توجيه الاتهام الى منتقديها بإنهم السبب  وراء عدم الاستقرار.. مثال جيد على هذا هو ما اصطلح البعض على تسميته( جمعة انقاذ بنغازي) و اخرون ( جمعة اغراق بنغازي)، فبرغم ان التجاوزات الامنية التي حدثت بعد هجوم البعض على بعض تلك التشكيلات المسلحة، هي نفسها ، الى حدّ بعيد ،التي كانت تحدث خلال الفترة التي كان يدّعي فيها هؤلاء امساكهم بالمشهد الأمني كاملاً. ( مع إدراكي التام ان بعد المهاجمين على تلك التشكيلات لديهم ايضاً اجندات خاصة بهم).
* برغم حدوث عشرات عمليات الاغتيال في مدينة بنغازي، كان يتم التعامل معها بنوع من المبالاة الممنهجة، كأنما هذه العمليات هي أمر ( متوقع) و في بعض الأحيان ( ضروري)، و رفضت اي جهة تحمل مسئولية ما يحدث بتوفير الامن و التحقيق الجاد، برغم وضوح طبيعة المستَهدفين ، و هذا لا يمكن تفسيره، منطقيا، الا بشيئين: معرفة من يقوم بهذه العمليات تماما، و ادراكهم عدم قدرتهم على الدخول في مواجهة معهم، بسبب توازن دقيق في القوى ( و هنا لا اتحدث عن شماعة الأزلام الجاهزة او اجهزة خارجية-برغم ادراكي لدور ما يلعبه هؤلاء ايضاً لمحاولة زعزعة الامن بالداخل) ، و السبب الآخر هو ادراكهم انهم غير مستهدفين، و ان تلك العمليات تصب في صالحهم ، بكونها تستهدف عناصر منافسة محتملة من عناصر امنية و عسكرية( برغم ان بعض هؤلاء من ابطال التحرير،  و هو ايضاً منح من وراء تلك التشكيلات المسلحة حجة لتقوية وجهة نظرهم باتهام الأزلام بالوقوف وراء تلك العمليات لغرض الانتقام)
* تلك المسرحيات المصممة ، بذكاء شديد، لتوجيه انظار الناس في اتجاه معين و لفت انظارهم بعيداً عن ما يحدث. 
يحظرني مثالين مثيرين للاهتمام :
   1- اقتحام مدينة بن وليد العام الماضي للتعامل مع بعض الجيوب المتعاطفة مع النظام السابق. اذ صاحب هذه العملية انقسام مجتمعي كبير ، بين رافض لها و داعم . هذا اربك بعض الحسابات ، مما حدا بالبعض الى اطلاق خبر العثور على خميس القذافي مصابا و مختبئاً هناك، و هو ما نجح في الهاء الناس .
  2- مثال حديث، ما جرى من اعتداء غير مقبول على منزل السيد المدعو بن حميد في بنغازي ، و برغم أن المنزل كان خالياً و لم يسقط فيه اي ضحايا، الا أنّ استشعار البعض بأن هالة القدسية و الحصانة و المنعة الثورية التي تحيط بهم قد بدأت بالتآكل، قد ادّى الى كل هذا الضجيج ، الذي تم تتويجه بظهور السيد بن حميد على الناس في حديث اخرق تم فيه تبادل اتهامات بذيئة بينه و بين بعض اعدائه، و وجه فيه تهديدات اظهرته كزعيم عصابة اكثر من صورة البطل الثوري الورِع التي حاول التدارك و اظهارها و تسويقها في نفس اللقاء.
من المثير هنا الإشارة أنه بعد الضرر الذي احدثه هذا اللقاء بيومين، و في انعطاف ( ملائم )للأحداث،تم الإعلان عن القبض على شبكة ارهابية من المرتزقة ( مكونة من أجانب طبعا، و ينتمون الى دولة معروف عنها عدم اكتراثها كثيرا لمواطنيها الفقراء عموما ،يجهلون المدينة و لا يتحدثون لسانها وحتما يحتاجون توجيها داخليا من عناصر محلية)،  و محاولة الإيحاء بأنهم جزء من مجموعة هي وراء كل ماحدث. و برغم ان المنطق يقول ان اي مجموعة تخريبية منظمة ، ستقوم حتما بالتراجع و اعادة التقييم و التنظيم في حال القبض على عدد من افرادها ، للتأكد على الأقل من أن أمر باقي الشبكة لم ينكشف. و مع ذلك رأينا إستئنافاً شبه مباشر لعمليات الاغتيال باستهداف ضابط بسلاح الجو، و تفجيرات اليوم التي استهدفت سيارات منظمي انتخابات لجنة الستين. هذا يدل بوضوح. أن الجهة المسئولة تدركك تماماً أنها بعيدة عن احتمال ملاحقتها، و أنها أحدد اللاعبين في المشهد الأمني الحالي على الأغلب.   
من جديد: أوجه اصابع الاتهام الى المتسببين في الفوضى الأمنية الحالية الى كل الميليشيات و التشكيلات المسلحة و من يقف وراءها من سياسيين سواء في الحكومة أو المجلس الوطني الذين يوفرون الغغطاء المادي و السياسي لتلك التنظيمات أيا كان ما ترفعه من شعارات و مبررات، و محاولاتها الواضحة لتقاسم النفوذ و تحصيل الإمتيازات و فرض اتجاه معين على عموم الليبيين و رسم مستقبل لليبيا يتجاوز مصالح الوطن وأفراده.

عاصم سليمان

Wednesday, March 20, 2013


اليوم, التاسع عشر من مارس, هو يوم نحتفل فيه بذكرى تحرر مهد الثورة,بنغازي,و الذي كان ,بلا منازع, بداية النهاية لنظام دكتاتوري بشع مريض و تحرر كافة التراب الليبي من قبضته المقيتة...
لكنّه أيضا,للمفارقة, ذكرى لواحد من أسوأ أيام حياتي..
ففي مثل هذا اليوم من عام 2011 ,لم نكن نعلم أن هذا اليوم سيكون يوم احتفال و فرحة..
كان عدم اليقين , و الجهل بما يحدث داخل الوطن , و الشعور بالعجز و قلة الحيلة هو العلقم الذي تقاسمه أبناء ليبيا الذين شاء القدر أن يكونوا بعيدا عن ترابها..
أذكر ان في اليوم السابق لذاك اليوم المشهود, كانت الاشاعات بتقدم رتل القذافي تتناثر هنا و هناك, و اذكر حديثي مع والدتي الغالية, التي كنت أحاول اقناعها بمغادرة المنزل الذي يطل مباشرة على طريق مدخل بنغازي الغربي.. اذكرفي البداية محاولتها التماسك و طمأنتي و تهدئة خاطري ,قبل أن تنهمر دموعها و تعدني بذلك..
أذكر محاولتي الاتصال لاحقا, لأجدد  الأتصالات قد قطعت تماما, و بتنا لا نعرف ما الذي يحدث هناك, وأي منقلب تنقلب الأمور. 
أذكر الشعور بالاختناق و العجز , أذكر الدعاء و الابتهال اللى الله سبحانه.. أذكر حديثي مع أصدقاء عمري الذين أيضا عجزوا عن التواصل مع الأهل و الأحباب في الداخل. أذكر محاولتنا مد أيدي الدعم و المصابرة عبر المسافات..
و اذكر الفرحة الطاغية اذ اندحرت قوات من أراد ببنغازي الشر..
يوم التاسع عشر من مارس هو بالنسبة لي يوم للتذكر و الاعتبار..
هو يوم نذكر فيه من صدقوا ما عاهدوا الله عليه, و دفعوا ارواحهم ثمنا رخيصا لأعلاء كلمة الحق..
نذكر فيه من أقلعوا بطائرات متهالكة ,قبل أن يحرك العالم ساكنا, ليتصدوا للشر القادم, واعدين صادقين أن لن يدخلها من قوى الشر أحد الا على أجسادهم, و ما دخلوها..
هو يوم للاعتبار من الماضي, و استخلاص الدروس للمستقبل
هو يوم نذكر فيه أحبابا قد رحلوا , و غسلوا بدمائهم الزكية تراب الوطن
هو يوم نشكر فيه العالم يوم وقف الى جانب الشعب المظلوم و نصره..
هو يوم نتطلع فيه للمستقبل, بأمل أن نمد اليد للبناء,كما رفعناها للقتال...
لله درك يا وطن, لا بديل عنك و ان باعدتنا المسافات.
عاصم سليمان

Thursday, January 17, 2013


اتابع,ببعض الاستغراب,التشنج الشديد الحاصل بخصوص ما يحدث في مالي,و محاولة الدفع به دفعا ليصبح أولوية لها طابع ديني ,جهادي يسبق سواه من أولويات..
الوضع في مالي معقد,و ليس الأمر فقط صراع بين صليبي كافر و مسلم مجاهد..هو صراع مصالح بالدرجة الأولى لكل الأطراف المتورطة..
ففي جانب, يوجد لدينا مجموعات ذات توجه اسلامي متشدد,بعضها لها ارتباطات عضوية بتنظيم القاعدة في المغرب العربي,و ما تعتنقه من مفهوم للجهاد العالمي و استخدام العنف وسيلة وحيدة للتمدد و الانتشار,و ما يشكله اسمها للكثير من الجهات من رعب..
و لدينا الجزائر في جانب أخر,و هي الدولة التي ارتكب حكامها العسكر أكبر حماقة في التسعينات ,حين تسبب الغاؤهم للانتخابات التي فاز فيها الاحزاب ذات التوجه الاسلامي,و التي أدت الى حرب ضروس ذبح فيها عشرات الألاف,و تنقبض قلوب العسكر من احتمالية أن يفتح تفاقم الوضع في مالي بابا شبيها قد يكون أسوأ من الباب السابق.
و لدينا فرنسا,المستعمر السابق ,الذي تم اقتلاعه من كل امتداداته الاستعمارية العسكرية السابقة, و لا زال يتحجج بمسؤوليته التاريخية نحو مستعمراته السابقة ,ليبرر تدخله و حماية مصالحه القائمة في المنطقة..
لكن الجانب الأساسي للتدخل في مالي,في الحقيقة,قد يكون ليبيا..
ليبيا التي يراقبها الجميع بحذر عن قرب,وبحذر,دون أن يتكلموا عنها. فهي الجوهرة التي يسيل لها لعاب الجميع, بموقعها الجيوسياسي المهم ,الذي يجعلها عمقا استراتيجيا لأوروبا و بوابتها نحو افريقيا,و بوابة لتصدير المشاكل أيضا نحو أوروبا(كما يظهر واضحا بالنظر الى موضوع الهجرة غير الشرعية), و امكانياتها الاقتصادية الكامنة التي عرف القذافي كيف يستخدمها ليطوّع بها أعداءه السابقين .
الفراغ السياسي في ليبيا يقلق الكثيرون, و أصبحت البلاد ملعبا لصراع القوى بين لاعبين متعددين,صغار و كبار,يريدون أن تكون لهم الحظوة في توجيه الدفة في هذا الاتجاه أو ذاك. و يقومون في هذا السياق بدعم مختلف الفرقاء في الساحة الليبية الحالية,و هذا أحد عوامل عدم الاستقرار التي تعصف بالبلاد حاليا..
و لذا,ففي رأيي المتواضع, فـان حماسة فرنسا للقفز للتدخل في مالي,مدعومة,معنويا على الأقل, من حلفائها بالناتو ,و دول أخرى, مرتبط أساسا بتفاقم الوضع في منطقة هي امتداد و عمق حيوي للدولة الليبية. و ترك الأمور تتفاقم, سينعكس حتما على زيادة تعقيد الوضع في الداخل الليبي و اخراجه أكثر من السيطرة.و هذا أمر أكدته,بشكل ما, ردود الفعل من بعض الجماعات داخل التراب الليبي,التي رهنت الاستقرار في البلاد بما يحدث في مالي,دون الأخذ في الاعتبار هشاشة الوضع في الداخل الليبي ,و وجود أمور ذات أولوية ترتبط بواقع الحياة اليومية المعاش في ليبيا, و لسان حالهم يقول: ان أسقطت الرياح الشجر في بيت جاري,فلأقتلعن الكرمات في بيتي...
هناك المهم,وو هناك الأهم..و في هذه المرحلة الدقيقة,أفصل الطرق يكون بالتركيز على الوضع الداخلي و الاسراع بالانتقال من مرحلة الثورة و ما يصاحبها من ضعف و انعدام أمن و استقرار, الى مرحلة الدولة,التي تكفل لنا أن نكون لاعبا في المنطقة,لا ملعبا, و بهذا تتحقق لنا القدرة أن نكون مؤثرين على جريان الأمور في عمق ليبيا الاستراتيجي, و عدم السماح لأي يكن بالتلاعب باستقرار منطقة هي ذات عمق حيوي رئيسي لنا...
و هذا لا يتأتى بالخطاب المتشنج المتسرع ,فالمؤمن فطن ,و كيّس, لا تتجاذبه أهواء و لا يدفعه التهور..
أدعو الله أن يكتب لأمتنا ما فيه الخير و الصلاح
عاصم سليمان

Saturday, September 22, 2012

ما حدث


لفهم كل شئ, يجب أن لا نتطلع الى الأجزاء مفردة..بل الى الصورة الكاملة بكل جزئياتها و مركباتها.. حل أي معادلة يستوجب تفكيك متغيراتها و من ثم محاولة استنباط لماذا يتجه ناتج هذه المعادلة باتجاه دون غيره..
تحدثنا كثيرا و قليلا على ما جرى,وهو في مجمله مؤسف...و تواردت تفسيرات و استنتاجات و أراء كثيرة,كلها ركزت على أجزاء من المشكل..
فسر البعض أنه (انكار) لجميل أبطال الثورة و رجالاتها..و أخرون نسبوا ماحدث لتحرك الأزلام, و مجموعة أخرى بررت استهدافها لتشكيلات الثوار المسلحة بخوفهم أن تسيطر على ليبيا المستقبل ميليشيات و امراء حرب كل له في البلاد مطمع..
مجرد اجتهاد مني على الأغلب سيجانبني الصواب في كثير منه,لكن مجرد محاولة للطرح بتجرد و حيادية..
أسباب ما حدث في بنغازي بالذات يمكن تلخيصها بالتالي:
* بنغازي حاضنة الثورة في بداياتها,و ما صاحب تلك الفترة من حراك سياسي و عسكري و مجتمعي على أعلى مستوى. كانت فيه بنغازي هي مقر الحكومة و قيادات الجيش ,و قيادات الثوار المدنيين. قبلة الساسة و مندوبي الدول و المنظمات الدولية. هي ركن الاساس في دعم التحرك الثوري في كل أنحاء ليبيا بتنسيق التزويد بالمؤن و السلاح و العتاد و الرجال,و مركز اهتمام العالم.
فجأة خلت من كل هذا ,و بات سكانها يشعرون بأن الجميع تخلى عنهم, لم يبق لهم من أرث الثورة الا عشرات الاف النازحين من مختلف أنحاء البلاد,دون محاولة حقيقية من الحكومة للتعامل مع المشكل و تركها للمدينة, و ما تتبع ذلك من اختراق أمني واضح و انتشار مقلق لجرائم تبدو ذات طابع سياسي أو أيديولوجي أو أجرامي صرف.
* تكفل تشكيلات أمنية مختلفة مسئولية الأمن في بنغازي, فبرغم قناعتي بأن العديد من هذه التشكيلات قد نشأت بنية صادقة لحماية الثورة و مكتسباتها ,و تأكيد فرض النظام و القانون, الا ان عدم تجانسها مع بعضها البعض, و اختلاف أيديولوجياتها و طرقها لتحقيق هذه الغاية, جعلت الكثيرون لا يشعرون بالراحة كثيرا,و جعلته لا يدري ما اذا كان توجهها مستقبلا سيكون لحمياته أو السيطرة عليه..و هنا فان الجيش و الشرطة على الاقلتحمل بعض التجانس و توحد في العقيدة يجعل المواطن أكثر قدرة على قبولها,حتى و ان شابتها عيوب و شبهات في بعض مكوناتها.. لتأكيد هذا,صرح قائد احدى هذه التشكيلات الأمنية بأن تشكيله لن يضع السلاح الا حين تحقق المنهاج الفكري الذي تتبعه هذه المجموعة.
و طبعا زاد من القلق اصرار التشكيلات و الكتائب  التي وافقت على الانضواء تحت مظلة الداخلية أو الدفاع ,على الحفاظ على تركيبتها و افرادها و قيادتها بمعزل عن القيادات العليا,و عدم قبول منظميها للالتحاق بالجيش و الشرطة و أمن الحدود كأفراد عسكريين.. و هو يجعل التشكيك في أهدافهم و توجهاتهم وولائهم سهلا لمن كان في نفسه غرض..و خصوصا تكرر الحديث من قبل العديد من الثوار و قادتهم على حقهم المميز في التعويض مقابل تضحياتهم و الضغط أكثر و أكثر في اتجاه تحصيل المزيد و المزيد من الامتيازات المالية و المعاملاتية,بما يهدد في الواقع اقتصاد الدولة ,في ضوء الارقام المذهلة التي نسمع عن هدرها,و زاد الطيم بلة ان غياب المؤسسات جعل غول الفساد اكثر تغلغلا في نسيج و مفاصل الدولة
*طبعا ,كل هذا التوتر تساهم في تغذيته بقايا الألة الاعلاميةو الأمنية لنظام معمر المنهار.. فاستغلال حال الفوضى الامنية لتصفية حسابات من (خانوا) قائدهم, و  البث النشط للاشاعات و تأليب المدن و القبائل و التوجهات الفكرية  المختلفة بعضها على بعض تم بسهولة بالنسبة لهم..و خصوصا في وضع انعدام الثقة بين هذه المركبات بين بعضها البعض... و بنغازي,للأسف, كانت بيئة خصبة لهذا ,بسبب الفراغ المؤسساتي الكبير الواضح للعيان,و الذي يجعل حتى أمور الحياة اليومية البسيطة,كجمع المخلفات مثلا, تحديا مضنيا يغلفه الاحباط..

*  دور الاعلام غير المسئول. و بثه للأخبار و الشائعات و الأحاديث التي تمثل توجه معين دون غيره.مناطقيا,جهويا,فكريا ,او حتى دينيا..كل هذا,من جديد يضيق المزيد من الزيت على نار عدم الثقة و الخوف من تكرار الماضي و الرهبة من المستقبل.
* النقطة الأخيرة التي لا تستوقف الكثيرين,برغم خطرها الحقيقي, هي استمتاع البعض بحالة ال (لا سيطرة حكومة) أو Anarchy كما تسمى بالانجليزية..و هي تفضيل الكثيرين لعدم وجودسيطرة حكومية من أي نوع, و تفضيلهم لوضع (كل شخص لنفسه) , و برغم عدم منح هذا التوجه اسما في ليبيا,الا أن حركات ناشطة في العالم تسوق مثالا ممتازا هل هذا,كما بعض المنظمات السرية في اليونان, أو بعض اليمينيين المتعصبين في الولايات المتحدة الذين يعتبرون سيطرة الحكومة المركزية و المحلية أحيانا أحتلالا و انتهاكا لحقهم في الحرية الشخصية,و ان لم تصل الامور في ليبيا الى حد تكون تشكيل منظم في هذا الاتجاه,الا ان استمتاع البعض بحال الفوضي و استمرار الوضع على ما هو عليه, اشارات مبكرة على هذا التوجه...
اعذروا طالتي في المقال..
عاصم سليمان

Sunday, September 16, 2012

We Remember

Today we remember those who gave the ultimate sacrifice for freedom and peace.. The brave Libyan men an women ,old and young ,professionals, businessmen ,students, soldiers, journalists ,fathers ,mothers ,brothers ,sisters..
Those who gave up the safety of homes and dived into danger with nothing but faith..
Those who died in the safety of their homes when the blind vicious war machines rained death and destruction...
Today we remember people we knew and we no longer with us..
Today we remember faces we never knew ,but we owe ...
Today we shed tears ,we smile ,we reflect , we cherish their memories and each other..
Today we try to understand the the past to secure our present ,and build our future...
Today ,we Libyans ,should think about all the sacrifices made so we can enjoy our responsible freedom as Libyans ,as Human beings...As a part of a dynamic ,challenging world where there is no place for ignorance and profanity.... A world where we are judged by our good deeds ,and our positive impact on others...
For tomorrow ,and beyond: Remember..
Asem Suliman

Monday, July 23, 2012

اتهامات

أبغض بشدة تصرفات التي توحي بالفوقية و استسهال توجيه أصابع الإتهام للآخرين ، خصوصاً لتبرير عدم تحقيق المراد، و محاولة تسفيه خيارات الآخرين و العزف على أوتار التخوين و التشكيك..
و بصريح العبارة : هذا ما فعله السيد صوان بتصريحاته..
لديّ تحفظاتي على جبريل أيضاً، لكن هذه الألعاب السياسية في رأي لا تخدم إلا أهدافاً خفية لا تُظهر للعلن..
فأنا أخشى جبريل كما أخشى الأخوان كما أخشى أي فريق سياسي آخر لأن ال...دولة في مرحلة بناء، و لأننا لا خبرة حقيقية لنا في التعاطي في السياسة.. لكن النقطة ايجابية في انتخاب جبريل كانت أن الشعب الليبي ، برغم عاطفيته و تدينه، لم يسلم قياده للعاطفة و اتبع خطاب جبريل الذي عزف على ما يريد الشعب سماعه و العمل على تحقيقه: بناء الدولة، و الخدمات ، و المشاركة.. و لم يطرح ، حتى الان، ايديولوجيا معيّنة..
اما كلام صوان عن خداع الشعب من قبل جبريل و خشيته من صعود "تحالف" جبريل الى السلطة و صعود الازلام معه و ايضاً الايحاء بأن الاحزاب ذات التوجه الاسلامي ستشكل تحالفاً هي الأخرى ( كأنما للإيحاء بأن الموضوع له علاقة بمواجهة بين مسلمين حقيقيين و غيرهم، و تخيير الشعب بين ان يقف الى جانب ما تتصوره جماعة معينة بانه الحق او الباطل) فيه استخفاف كبير بخيارات الشعب و توجهاته و تلميحات اقل ما يقال عنها انها لا تثير الارتياح..
المبدأ الذي تقوم عليه ليبيا الجديدة ، برضى الشعب ، هو التداااااااول..
الا ان كان في النفس ما لا نعلم